حــــقل ألغــــــــــاااام

احترس
فأمامك حقل ألغام
احترس
لن تستطيع ثانيةً أن تنام
واستعد
طبول الصمت بدأت تــُدق .. وتنتظر منك الإقدام
عهد الأيوبي قد ولى
وزمن الحب سراب ٌ وحطام
والغضب الذي كنت تعتمد عليه في معركتك قد برّد
وسكنه جليد ...
والكرامة التي كنت تنتظر منها إنتفاضة نورها قد جمد
وصوتك منها بعيدٌ ... بعيد ....
فاحترس ...
الزمن ما عاد هو الزمن
والطفل الذي تركته خلفك قد كبُر
فطمته أمه على البندقية ِ والحجر
ورباه أبوه على التغني بالموت مثلما تتغنى بالميلاد البشر
الطفل الذي تركته حين هاجرت للأسف ماتت طفولته
وإحساسه باللعب التي أحضرتها قد انتحر ....
لا يحتاج لسيارة بالنظام الآلي ..
يحتاج لطائرة تصقف من حوله كل ما جعل برائته تنذثر
يحتاج لساطور يمزق كل يدٍ أمتدت على أبيه ...
وكل قدمٍ دنست جامعه ...
يحتاج لحجة الأرض التي عليها ...
ليثبت أن هذا من حقه ...
الطفل الذي كنت تظنه ...
مات بعد أن رحلت عنه ..
و ولد فيه رجلاً يبحث عن كرامة أمه ..
وعرض أرضه ...
وحلمه الذي مات أشلاءاً تحت أنقاد الصبر
اعذرني واحترس
فقد نبهتك منذ البداية
أنك مقدم على حقل ألغام
وأنذرتك بأنك ربما تتمنى أن تكون عودتك مجرد أحلام ...
أوهام ...
أو أثر كأسٍ شربته في غربتك ... لتنسى .. وتنام
فــــ ــــ ـــ ـــــاحترس ....